{وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (18)}{والذي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَآ} هي على الاطلاق فيمن كان على هذه الصفة من الكفر والعقوق لوالديه، ويدل على أنها عامة قوله تعالى: {أولئك الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول} بصيغة الجمع، ولو أراد واحداً بعينه لقال ذلك الذي حق عليه القول، وقد ذكرنا معنى أف في [الإسراء: 23] {أتعدانني أَنْ أُخْرَجَ} أي أتعدانني أنا أن أخرج من القبر إلى البعث {وَقَدْ خَلَتِ القرون مِن قَبْلِي} أي وقد مضت قرون من الناس ولم يبعث منهم أحد {وَهُمَا يَسْتَغثِيَانِ الله} الضمير لوالديه أي يستغيثان بالله من كراهتهما لما يقول منهما ثم يقولان له: ويلك ثم يأمرانه بالإيمان: فيقول: {مَا هاذآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأولين}: أي قد سطره الأولون في كتبهم، وذلك تكذيب بالبعث والشريعة.